مقالات وأبحاثالتلقيحتربية النحلتربية النحل للمبتدئينتربية النحل للمحترفينسلالات النحل

د نصر بسيونى يكتب عن التنوع الوراثى في نحل العسل وأهميته (Genetic Diversity In Honey Bees)

باحث بقسم بحوث النحل معهد وقاية النباتات مركز البحوث الزراعية المصرى

 المقصود بالتنوع هنا هو وجود أختلاف في التركيب الوراثى لنحل العسل يؤثر على الشكل الظاهرى وسلوكيات الشغالات ونشاطها

بمعنى أخر الملكة الواحدة تتلقح في الطبيعة بعدد من 10 الى 15 ذكر ويمكن أن يصل هذا العدد الى 50 ذكر وذلك قبل أن تبدأ بوضع أول بيضة ملقحة وبحسبة معقدة يمكن حساب التركيبات الجينية الناتجة من تلقيح الملكة بذكر واحد بعدد يصل الى حوالى 65000 نعم العدد هو خمسة و ستون ألف تركيب جينى مختلف (عدد كروموسومات الذكر 16 كروموسوم و الملكة 32 كروموسوم) لا خطا فيه.

ولكن ما أهمية هذا التنوع؟

لكى نفهم أهمية التنوع فللنظر الى أي مجتمع بشرى وللنظر الى التنوع الموجود به

ستجد الطبيب والمعلم والشرطى وعامل البناء وعامل النظافة و ….. و….. و ……..ألخ

وكذلك سنجد تنوع في مواهب البشر وتنوع في قدرتهم على القيام بأعمال مختلفة وتنوع في مقاومتهم للأمراض وتحملهم للعوامل البيئية المختلفة فمنهم من يتحمل درجات الحرارة المختلفة ومنهم من لا يتحملها وعكس ذلك فمنهم من يتحمل درجات الحرارة المرتفعة ومنهم من لايتحملها

فهل يمكن أن يتكامل أي مجتمع وينمو إلا بوجود هذا التنوع في الوظائف والمواهب والقدرات المختلفة هل يمكن أن يتواجد ويعيش مجتمع كل أفراده من الأطباء مثلاً أو من المهندسين في هذه الحالة سيضطر بعض أفراده للتخلى عن وظيفتهم الأساسية للقيام بعمل الأفراد الغائبين

ولكن ما السبب في هذا الأختلاف أو التنوع يعود هذا السبب إما الى عوامل وراثية أو عوامل بيئية
العوامل الوراثية تظهر في قدرة بعض الأشخاص على مقاومة أمراض معينة أو قدرتهم على القيام بأعمال معينة بطريقة أو بقدرة أفضل من غيرهم

أما العوامل البيئية فمثل توفير الظروف الملائمة للقيام بالعمل ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب

إذا عدنا الى مجتمع النحل سنجد نفس هذا التنوع ولكن تحت ظروف مختلفة

فتقسيم الأعمال بالطائفة يتم بحسب العمر فالأعمار الصغيرة تتولى نظافة الأقراص الشمعية ورعاية وتغذية الحضنة ثم تتولى مع الوقت مهام مختلفة مثل بناء الأقراص الشمعية الجديدة وحراسة الخلية وأستلام الرحيق وتسويته ثم تخزينه كعسل يخزن في العيون السداسية وفى المرحلة الأخيرة من العمر تتجه الشغالات الى السروح خارج الخلية وجمع الرحيق وحبوب اللقاح والبروبوليس والماء وفى حالة نقص أي فئة عمرية عن القيام بوظيفتها تقوم فئة أخرى بمساعدتها في عملها حتى يتوفر العدد الملائم للقيام بهذه الوظيفة

ولكن ما دور العوامل الوراثية والبيئية هنا؟

العوامل الوراثية أو التنوع

يظهر هذا واضحا في الفروق بين الطوائف المختلفة بالمنحل فبعضها يقاوم الأمراض أفضل من الأخر وبعضها يجمع العسل أفضل من غيره وهناك خلايا تتميز في جمع حبوب اللقاح أو البروبوليس عن غيرها كما أنه هناك خلايا تنتج غذاء ملكات بأضعاف ما تنتجه غيرها

وهنا تأتى أهمية النحال أو ما نسميه العوامل البيئية فالنحال هنا هو من أهم العوامل المؤثرة على إنتاج طوائفه بأختيار الأفضل منها والمناسب لنوع إنتاجه والقادرة على تحمل ظروفه البيئية والأمراض المنتشرة وعلى النحال القيام بالأعمال وتوفير الظروف المناسبة لتقوم الطائفة بعملها في أفضل الظروف

ولكى يتمكن النحال من القيام بأولى خطواتها للأنتخاب بين طوائفه المختلفة وأختيار أفضلها يحتاج الى:

  • ترقيم خلاياه.
  • حفظ سجلات مكتوبة لكل خلية تتضمن بيانات الملكة (مصدرها – تاريخ تلقيحها وبدء وضعها للبيض – سلالتها) .
  • بيانات عن عدد الأقراص بالخلية ونشاط الطائفة طوال العام وعن النشاط الذى تتميز به الطائفة ان كانت تتميز بأنتاج العسل أو الطرود أو الغذاء الملكى أو مقاومة الأمراض أو غيره .
  • بعد مرور عام كامل على الأقل يمكن للنحال تحديد الطوائف المتميزة بمنحله ويحفظ مثل هذه السجلات.
  • مع وجود التنوع الوراثى بين طوائف المنحل يسهل على النحال القيام بعملية إنتخاب بسيطة لأفضل طوائفه والتي تتناسب مع نوعية إنتاجه و تتحمل ظروفه البيئية.
  • يختار أفضل 5 طوائف على الأقل من المنحل ليربى ملكات العام التالى منها

مع أفضل الأمنيات بعام نحلى متميز إن شاء الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى