فؤاد بدران يكتب : دور النحل في تنمية القرية المصرية
فؤاد محمد بدران رئيس مجلس ادارة الشركة العربية لتربية النحل (آل بدران ) وعضو مجلس ادارة اتحاد النحالين العرب
النحل حشرة صغيرة الحجم كبيرة القيمة بمنتجاتها المختلفه ودورها الفعال في زيادة انتاجية المحاصيل الزراعية من تلقيح النباتات المختلفة حيث يعتبر النحل من افضل الملقحات الحشرية واذا كان من اهداف التنمية المستدامة محاربة الجوع والفقر فالنحل هو الجندي المجهول في محاربة الجوع والفقر وتحقيق التنمية المستدامه في كثير من القري.
كيف أثرت تربية النحل على تنمية القرى؟
اما عن دور النحل في تنمية القرية المصرية فتعتبر مشروعات تربية نحل العسل والصناعات الأخرى المكملة له من اهم المشروعات التي ساعدت علي تغيير النمط المعيشي والمهني في بعض القري المصرية بالريف المصري حتي أصبحت بعض القري هي مركز تربية النحل والصناعات الاخري المرتبطة بصناعة نحل العسل تركزت في مركز طنطا بمحافظة الغربية في قريتي شبشير الحصة وحصة شبشير.
وبدأت مهنة تربية النحل في اربعينات القرن الماضي علي يد نحالين رواد اوائل ، أما الطفرة الحقيقية كانت في الثمانيات بعد عودة المصريين من العراق ثم استقطاب العمالة القادمة من الخليج في مشروعات نحل العسل المختلفة.
امتهن شباب القرية تربية النحل وبدأوا التحول من الزراعة والبحث عن عمل حكومي الي تربية النحل وترتب علي ذلك صناعات اخري مثل مصانع شمع الاساس التي كانت موجودة بالفعل وتم تطويرها وزيادة عددها لتغطي التوسع في نشاط تربية النحل في مصر وتم انشاء ورش نجارة متخصصة وورش انتاج ملابس النحالين من خلال تأهيل ورش الخياطة وورش النجارة الموجوده بالقرية من الدخول في تصنيع احتياجات النحالين ومحطات لتربية ملكات النحل.
دور المرأة في تربية النحل
كما كان للمرأة دور كبير في مساعده الأزواج والابناء في اعمال النحالة وتم انشاء مكاتب لتصدير منتجات النحل ومستلزماته الي الدول العربية.
وافتتح أبناء القريتين في البلدان العربية مكاتب خاصة لهم بالخارج فاصبحت المنطقة من اهم مناطق تصدير النحل للخارج من طرود نحل خشبية وطرود النحل المرزوم.
ونتيجة أيضا للتوسع في انشاء المناحل وزيادة اعداد النحالين تم انشاء شركات لتعبئة وتسويق منتجات نحل العسل المختلفه وخاصة عسل النحل وتم فتح اسواق خارجيه وترتب علي ذلك استيعاب ايدي عامله من ابناء القريتين والقري المجاوره للعمل في عمليات التسويق والعمل داخل المصانع.
كما تم انشاء شركات للدعاية ومستلزمات التعبئة والتغليف حتي أصبحت مهنة تربية النحل تمثل اكتر من 95 % من حجم الاستثمار في القريتين حتي اصبح لا يوجد بيت في القريتين لا يخلو من نحال او مستثمر في مجال صناعة تربية النحل حتي اصبحت القريتين 0% بطاله تقريبا.
وكان للنحل دور كبير في المشروعات الخيرية بالقريتين والتي نفذت بالجهود الذاتيه ومنها المراكز الخيرية للعلاج بالمجان ومراكز الحضانات وجمعيات كفالة اليتيم وجمعيات تيسير الزواج والجمعيات العلميه وجمعية النحالين كما كان للتعليم دور كبير داخل القريتين فاقيمت معاهد ازهرية لجميع مراحل التعليم الازهري بنين وبنات وتم تطوير المدارس الموجوده كل ذلك بفضل الجهود الذاتيه والتي يلعب النحل دور اساسي فيها.
ونسعي بفضل جهود الدولة في تحويل القريتين ليصبحو قبلة للنحالة العربية عن طريق انشاء منطقة صناعية متكامله تشمل اكادمية تدريب للراغبين في تعلم مهارات تربية النحل ومجمع يشمل جميع الصناعات الخاصه بهذه المهنة المباركة.