أخبارأمراض وآفات النحلتربية النحل

الوقاية والعلاج في النحل.. كيف تواجه المغرب تكيس الحضنة في خلايا النحل وهذا سبب انتشاره

النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب: رصدنا أسباب الانتشار وكيفية الوقاية من الفيروس في خلايا النحل

كشفت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب عن حقيقة وضع مرض فيروسي يصيب النحل في المغرب النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل تكشف حقيقة وضع مرض فيروسي يصيب النحل في المغرب.

فالانهيار المفاجئ الذي حدث لبعض طوائف النحل في المملكة المغربية بشكل غير معهود في بعض مراعي النحل التي تشهد اقتظاظا موسميا للنحل وتكديس الخلايا في مكان واحد، وهذا الشيء الذي يتنافى مع الطاقة الاستيعابية للمرعى وتسبب ظهور تكيس الحضنة في بعض المناحل الى الانتشار في المناحل القريبة بسبب التكدس وهذا الفيروس يتسبب في موت الشغالات وبقاء الملكة فوق رقعة أو رقعتين من الحضنة الميتة وهذا ما اشتكى منه محترفو تربية النحل في المغرب.

وأكد رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب أنه تبين بعد البحث والتقصي أن هذا المرض لم يصب كل المناحل بالمغرب، وخاصة تلك التي بقيت منعزلة عن الاختلاط أثناء ترحيل النحل للمراعي التي تعرف اكتظاظا سنويا مثل مراعي الزڭـوم والدغموس والخروب، كما نجت كل خلايا النحل البعيدة عن المناحل الموبوءة.

وأكد الحسن بنبل رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب أن الحالة المرضية للنحل متحكم فيها وتحت السيطرة بعد الحد من الخسائر بوجود العلاج، وبفعل المشاركة الفعالة والعمل المتواصل من أجل الحفاظ على ثروة وطنية يعتز بها المغرب.

وطمأن الحسن بنبل، النحالين بأن الحالة المرضية للنحل متحكم فيها، وهي تحت السيطرة، وتم الحد من الخسائر بوجود العلاج.

النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب أطلقت حملة وطنية تستهدف مواجهة آثار المرض الفيروسي الذي أصاب بعض طوائف النحل بالمغرب وهو تكيس الحضنة” (LE COUVIN SACCIFORM)، ناجم عن فيروس يسمى اختيارا “S.B.V”، وذلك من خلال التعبئة والتواصل مع النحالين المغاربة من مختلف جهات المملكة.

ولتفادي انتقال العدوى، دعت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل إلى تعقيم أدوات فحص الخلايا قبل وبعد استعمالها، والتخلص من الإطارات الحاملة للحضنة المصابة بشكل يضمن القضاء على فيروس تكيس الحضنة، وإبعاد الخلايا الفارغة المصابة بالمرض حتى لا يرعى عليها نحل آخر فينتقل مرض تكيس الحضنة إلى خلايا مجاورة ومن ثم إلى مناحل أخرى، كاشفة انتقال المرض وسط إحدى الأراضي بسبب استعمال أدوات لفحص خلايا مريضة من منحل آخر.

وأضاف رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب أن المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية “أونسا” تشتغل على قدم وساق من خلال زيارة المناحل المتضررة وأخذ العينات والتحاور مع النحالين، وتعمل حسب ما بلغنا على تطوير إمكاناتها العلمية والبشرية في سبيل التمكن من الإحاطة بمختلف الأمراض المعدية التي تصيب النحل، وإدماج ما يستجد منها ضمن لائحة أمراض النحل المعدية التي يجب تشخيصها بالمختبرات الوطنية، بعدما شهده حقل تربية النحل قبل بضعة أشهر من انتشار مرض أدى إلى انهيار عدد كبير من طوائف النحل بمختلف جهات المملكة.

متابعة خلايا النحل في المغرب
متابعة خلايا النحل في المغرب

وأشار الحسن الى أن النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، التي تضم إضافة إلى أعضائها النحالين المهنيين، مجموعة من الأطباء البيطريين، وخبراء وأساتذة باحثين متخصصين، قامت بتاريخ 23/12/2021 بنشر تقرير عن حالة النحل المرضية وتطوراتها، وارساله للمدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتاريخ 27/12/2021، الذي وجه بالتعامل مع الحالة بكل جدية وحزم.

وأعلنت المصالح البيطرية بكل جهات المملكة حالة استنفار، وجندت أطقمها للقيام بزيارات للمناحل المتضررة، وأخذ عينات من أجل إجراء التحاليل المخبرية اللازمة وتحديد تطورات الوضعية.

وأضاف الحسن أن النقابة وقفت عليه بشكل مباشر في جهة سوس ماسة حيث شارك أعضاء من نقابتنا في هذه العملية التي انطلقت صبيحة يوم الخميس 30/12/2021 حيث إن المديرية الجهوية “لأونسا” بسوس ماسة جندت أربع فرق بمعداتها اللوجيستيكية جابت بعض مناطق الجهة، وزارت المناحل المتضررة، وأخذت عينات مختلفة منها، كما استمعت النقابة للنحالين وأخذت ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وطمأنتهم، وقد استغرقت هذه العملية لدى بعض الفرق الزمن الممتد من الصباح إلى غاية غروب الشمس، علما أن زيارة كل المناحل المتضررة يستلزم عدة أيام.

وأشار الحسن أن النقابة بصدد إنجاز فيديوهات عن طريقة التعامل مع خلايا النحل المريضة أو المشكوك في إصابتها بالمرض للحد من انتقال العدوى، وإعداد برامج تطبيقية عن كيفية معالجة خلايا النحل المريضة بناء على وصفة طبيب بيطري معتمد وتوجيهاته، وكذا كيفية ضم الخلايا الضعيفة بعد معالجتها للتقليل من الخسائر.

وأوضح الحسن أنه خلال زيارة النقابة لمجموعة من تعاونيات تربية النحل وإنتاج العسل، والضيعات الفلاحية التي تستغل النحل في عملية تلقيح الأشجار، تم رصد كارثة حقيقية تتجلى في العدد الكبير من خلايا النحل المتضررة، مما سيؤثر لا محالة على مردودية إنتاج الفواكه بهذه المنطقة بسبب قلة النحل الملقح للأشجار المثمرة في فترة إزهارها.

وأضاف رئيس النقابة أنه أثناء الزيارة لإحدى المناطق الفلاحية التي تضم منحلاً به 73 خلية نحل، تم رصد حالة فريدة واستثنائية، ذلك أن جميع الخلايا كانت خالية تماما من المرض، ونحلها في غاية النشاط والحيوية، وعند سؤال المشرف على المنحل، أكد لنا أنه يتعامل مع النحل بطريقته المعتادة وحتى الفاروا لم يعالجها هذه السنة.

تربية النحل: أسباب انتشار فيروس تكيس الحضنة في مناحل المغرب

وأكد الحسن أنه بعد إجراء الدراسة والبحث تم استنتاج أسباب عدم الإصابة والتفسير العلمي المرتبط بها وهي كالتالي:

  • باستعمال تطبيق تحديد المسافات، اتضح أن هذا المنحل يبعد ب 3.8 كيلومتر في خط مستقيم (3,8km à vol d’oiseau ) عن أقرب منحل مصاب بالمرض، وأن المشرف على النحل لا يشتغل في مناحل أخرى، والأدوات التي يستعملها في فحص الخلايا لا تخرج من الضيعة، وهو ما حمى منحله من أي عدوى.
  • كما تأكد أن ٣ ضيعات فلاحية موجودة بنفس المنطقة متباعدة في ما بينها بمسافة مابين خمس وعشر كيلوميترات، رغم أن خلايا نحلها قارة ولا تجاورها أية خلايا نحل آخر، فإن نحلها تضرر بالكامل جراء المرض، فتم اكتشاف أن هذه الضيعات الفلاحية الثلات تستأجر أحد النحالين في الفحص والعناية بالنحل، واكتشفنا كذلك أن نحله هو أيضا مصاب بالمرض، فتبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الفيروس المسبب للمرض انتقل بواسطة أداة فحص الخلايا وهي العتلة le lève cadre، مما أدى إلى انتقال العدوى إلى كل الخلايا التي اشتغل فيها بتلك العتلة.

كيفية الوقاية وعلاج فيروس تكيس الحضنة في خلايا النحل

  • يجب على النحال تعقيم أدوات فحص الخلايا قبل وبعد استعمالها
  • التخلص من الإطارات الحاملة للحضنة المصابة بشكل يضمن القضاء على الفيروس.
  • إبعاد الخلايا الفارغة المصابة بمرض تكيس الحضنة حتى لا يرعى عليها نحل آخر فينتقل المرض إلى خلايا مجاورة ومن ثم إلى مناحل أخرى، وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى انتشار العدوى بهذا الشكل.

ومن المعلوم أن فصل الشتاء يعد أصعب فصل بالنسبة للنحل، كما أن عملية التشتية تشكل أكبر تحد يواجهه النحال، حيث يكثر انتشار الأمراض البكتيرية والفطرية بين طوائف النحل، رغم أنها تبقى منحصرة في محيط جغرافي ضيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى